السبت، 1 ديسمبر 2012


فخامة الرئيس ،،،
تحية طيبة واحتراما - وبعد ،،،

بادئ ذي بدء.. 
يعلمُ الله تعالى صدق توجهي وخالص نصيحتي لشخصكم الكريم ..

فأنا كنت ولازات من محبي ومريدي عالمنا ومفكرنا وفقيهنا الأستاذ الدكتور محمد سليم العوا، وهو من رشحته في الجولة الأولى،  ويعلم الله أنني لم إنتخبك في جولة الإعادة لظروف وفاة لم تمكنني أصلاً من الذهاب للجنة الإقتراع، ومن البديهي أنني مااااااا كنت لأرشح منافسك.. 

وأعلم أنك شخصياً لم تسع للترشح للمنصب، وأنه قد دُفع بك دفعاً لذلك، وقد قدر المولى تبارك وتعالى لك الفوز وبِتَ رئيساً منتخباً علينا في سابقة هي الأولى من نوعها في تاريخ المحروسة؛ بأصوات من أيّدوك وأصوات من عارضوا منافسك على حد سواء..

وأعلم أنك تعلم أن الرئاسة أو "الإمارة أولها ملامة، وأوسطها ندامة، وآخرها عذاب يوم القيامة؛ ألا من عدل، وكيف يعدلُ الرجل في بيته".. هكذا أخبرنا الصادق الأمين صلوات ربي وتسليماته عليه وعلى آل بيته الأطهار وصحابته الأخيار...

أما وقد وُليِتُ علينا ولست بخيرنا كقولك.. 
فاحمل أمانة الحكم، حِملُ من يعلم تبعاتها علم اليقين، من منظور الواجب والضمير لله تعالى وللوطن، للبلاد وللعباد، ولا يغرّنك حشود المؤيدين أو المعارضين على حد سواء، ولو كانوا هنا وهناك بالملايين؛ فلن يُغنوا عنك يوم القيامة شيئاااا...

ولا تلفت لإعلام مُضلل ومُزين يحكمه الغرض والمرض، والهوى والغوى، إلا ما رحم ربي، وقلت مراراً وتكراراً ولا زلت أقول: عندهم في الخارج "مراكز علمية للإستشعار عن بعد".. وعندنا في الداخل "مراكز إعلامية للإستحمار عن قرب".. ولايزالون إلا ما ندر منهم يعتنقون ما جُبلوا عليه من مفاهيم "أعطني إعلاماً مُضللاً .. أُعطك شعباً بلا وعي ".. وأحمد الله تعالى أن تاب علّي من مشاهدته فضائياً كان أو أرضياً...

ولا يُغرنك قضاءٌ بعضه مسيس ولاؤه فقط لمن عيَيَنَ ومنح وأجزل في عطائه، حتى بات البعض يُخطئ في وضع حرف "الميم" بدلاً من حرف "الشين" في كلمة "شامخ" كصفة...

وليكن حرصك فقط،، على القليل من الكَلِم والكثير من الفعل، ولتكن الشفافية مع الشعب كله مؤيد ومعارض ديدنك...

ولتعتبر بمن سبقك، فقد "جُعِلَ فانجَعَلَ"، و "حُمِلَ فلا حَمَلَ"...

وقد شاهدت وشاهدنا معك كيف أمد الله في حُكمه الذي وهبه له "عقوداً ثلاثة"، ثم إنتزعه منه نزعاً في "ثمانية عشر يوماً"..
بل وتشاهد ونشاهد معك كيف يمد الله تعالى له في الأجل ليرى بعيني رأسه ويسمع بأذنيه اللعنات التي تلاحقه آناء الليل وأطراف النهار..

فأعتبر، وأحسبك كذلك..

ومع كل الشكر لرجال في تأسيسية مشروع الدستور ثابروا واجتهدوا وواصلوا الليل بالنهار لينجزوا هذا المشروع ومنهم قامات وهامات من أمثال المستشار الغرياني، والدكتور العوا، وغيرهم وغيرهم حتى ممن انسحبوا، وسيرفع إليك المشروع.. 
فما الضير لو استمعت إلى آراء من يعارض فإن كانت وجيهة فالأمر بين يديك، وهناك متسع للتوافق العام..

لا نريد نحن ولا أنت أن ينقسم الشعب الطيب إلى مؤيد ومعارض .. مع أو ضد .. فهذا لا يليق في مجال الهزل والترفيه كتشجيع  كرة .. فما بالكم في مجال الجد والحكم والإدارة.. 

وفقكم الله إلى ما فيه صالح البلاد والعباد .. فهو وحده الهادي إلى سواء السبيل ..

ألا قد نصحت .. اللهم فأشهد ... علي عليّ الدين ،،،